ارباب هزيلة تافهــة ...!

الحمد لله رب العالمين لا شريك له ، وان الارباب من دونه هزيلـة تافهة مهما كانت الهالات التي يضفيها عليها عبّادها المناكيد ..
كانت فيما سبق من الامم .. الاصنام والاوثان من الخشب والحجر ..
كانت سابقا .. الشمس او القمر او النجوم ..
وتطورت بعد ذلك خصوصا بعد مجيء الاسلام ونزول القران ودعوة الحبيب المصطفى التي كانت ثورة عالمية حطمت كل تلك الاوثان في الواقع وفي العقول ...
فصارت الارباب التي يدعو لها اقوام هنا وهناك ترتدي ثوبا جديدا ولبوسّا مزخرفا .. فهي تارة العقل وما يفرزه من فلسفات عقيمة عمياء ومبادىء منحرفة وافكار مظلمة وعقائد سوداء ، وتارة العلم يبهرون الناس بمنجزاته وفتوحاته فيجعلون منه الها وربا من دون الله تعالى ، وثالثة طواغيت من البشر يدعون الالوهية من دون الله بل والربوبية احيانا ..
ويقول صاحب الظلال (( سيد قطب )) – رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته – في تفسير سورة هــود :
(( ان عبودية الناس لغير الله تعالى تنشىء في نفوسهم الذلة وقد اراد الله تعالى ان يقيمها على الكرامة ، وتنشىء في الحياة الظلم والبغي وقد اراد الله سبحانه ان يقيمها على القسط والعدل . وتحول جهود الناس الى عبث في تأليه الارباب الارضية والطبل حولها والزمر ، والنفخ فيها دائما لتكبر حتى تملاء مكان الرب الحقيقي .
ولما كانت هذه الارباب في ذاتها صغيرة وهزيلة ، لايمكن ان تملاء فراغ الرب الحقيقي ، فان عبادها المساكين يظلون في نصب دائب ، وهمّ مٌقعد مقيم ينفخون فيها ليل نهار ، ويسلطون عليها الاضواء والانظار ، ويضربون حولها بالدفوف والمزامير والترانيم والتسابيح ، حتى يستحيل الجهد البشري كله من الانتاج المثمر للحياة الى هذا الكد البائس النكد ، والى هذا الهمّ المقعد المقيم ..
فهل وراء ذلك عوج .. وهل وراء ذلك إلتواء ؟؟!! ))