وشيجة العقيدة ...!!

https://2img.net/h/oi26.tinypic.com/5nsnd0.gif" alt=""/>




وشيجة العقيدة ..!
قال الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز : (( ونادى نوح ربه ، فقال : رب ان ابني من اهلي ، وان وعدك الحق ، وانت احكم الحاكمين )) هود
نوح يدعو ربه ..ان ابني من اهلي ، وقد وعدتني بنجاة اهلي وان وعدك الحق .. وجاءه الرد بالحقيقة الساطعة : (( قال : يانوح انه ليس من أهلك ..)) فالاهل عند الله تعالى وفي دينه ومنهجه وميزانه ، ليس قرابة الدم والنسب .. انما هي قرابة العقيدة .. فلا قيمة لقرابة الدم والنسب .. ابن نوح هذا لم يكن مؤمنا .. اذن هو ليس من اهلك .. جاءه الرد هكذا في قوة وتقرير وتوكيد ..
قال تعالى : (( قال : يانوح انه ليس من أهلك ، انه عمل غير صالح ، فلا تسألن ما ليس لك به علم ، اني اعظك ان تكون من الجاهلين ))
ويقول المفكر والداعية الاسلامي الشيهد ((( سيد قطب )) رحمه الله تعالى واسكنه فسيح جناته في ظلال هذه الاية الكريمة : (( ان الوشيجة التي يتجمع عليها الناس في هذا الدين .. وشيجة فريدة تتميز بها طبيعة هذا الدين ، وتتعلق بافاق واماد وابعاد واهداف يختص بها ذلك المنهج الرباني الكريم .


انها رابطة العقيدة الربانية .. وشيجة العقيدة في الله
ان هذه الوشيجة ليست وشيجة الدم والنسب .. وليست وشيجة الارض والوطن ... .. وليست وشيجة القوم والعشيرة .. .. وليست وشيجة اللون واللغة .. .. وليست وشيجة الجنس والعرق والعنصر ... .. وليست وشيجة الحرفة والطبقة ..... ان هذه الوشائج كلها قد توجد وتنقطع لاوهى الاسباب واحيانا اتفه الدوافع .. كتغليب المصالح الشخصية ، او بسبب الدوافع المادية ، او تضارب المصالح ..

وهذا هو المعلم الواضح البارز على مفرق الطريق بين نظرة هذا الدين إلى الوشائج والروابط , وبين نظرات الجاهلية المتفرقة . . إن الجاهليات تجعل الرابطة آنا هي الدم والنسب ; وآنا هي الأرض والوطن , وآنا هي القوم والعشيرة , وآنا هي اللون واللغة , وآنا هي الجنس والعنصر , وآنا هي الحرفة والطبقة ! تجعلها آنا هي المصالح المشتركة , أو التاريخ المشترك . أو المصير المشترك . . وكلها تصورات جاهلية - على تفرقها أو تجمعها - تخالف مخالفة أصيلة عميقة عن أصل التصور الإسلامي !
والمنهج الرباني القويم - ممثلا في هذا القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم وفي توجيهات الرسول [ ص ] وهي من هذا القرآن وعلى نسقه واتجاهه - قد أخذ الأمة المسلمة بالتربية على ذلك الأصل الكبير . . والمعلم الواضح البارز في مفرق الطريق